*”تأثير برامج التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية”* *بقلم/ أحمد الستراوي* أصبحت برامج التواصل، جزءًا من يومياتنا. فقد غيرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع الآخرين. وفي الوقت نفسه أثّرت بشكل ملحوظ على طبيعة العلاقات، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. من جهة إيجابية - ولو بشكل افتراضي - وفّرت وسهّلت وقرّبت المسافات ووسعت دائرة المعارف والتعارف، وفتحت منافذ جديدة لمشاركة الآخرين الاهتمامات والأفكار. (وهذا ليس دائما) وفي المقابل هناك ضريبة يجب دفعها (ضريبة قاصمة للظهر) ظهرت آثارها السلبية، ولا يمكن تجاهلها. فالكثير منا أصبحت علاقاته سطحية - لا تمتلك غير مسمّاها ولولاه لانعدمت – فالعلاقات أصبحت شاشة صغيرة نبحث فيها عن الإعجابات والتعليقات بدلًا من تحقيق التواصل الحقيقي. بل البعض أصبح يقيس قيمته بعدد التفاعلات على منشوراته، وليس بمدى الصدق والدعم المتبادل ودفء الحديث وجهاً لوجه. كما أدى الإفراط في استخدام هذه البرامج إلى العزلة وما أدراك ما العزلة وما ينتج عنها من أمراض نفسية ابتلى بها بعض المراهقين، فالشباب يقضون ساعات طويلة على هذه البرامج دون تواصل حقيقي في حياتهم. بل تعدى ذلك إلى اللقاءات العائلية أو بين الأصدقاء، فترى كل شخص مشغول بهاتفه عن أحاديث العائلة أو الأصدقاء، بل أكثر من ذلك، فبعضهم لا يرفع رأسه عن هاتفه لينظر في الوجوه التي حوله. وهذا يعد هدما كاملا للروابط الحقيقية وجعل التواصل الملموس والمشحون بالمشاعر والأحاسيس معدوم ولا يحمل الدفء المنشود في جو العائلة أو الأصدقاء. ومن التأثيرات السلبية كذلك، خلق “صورة مزيفة” للشخصية. فالكثير ينشر لحظاته المثالية فقط، مما يخلق شعوراً بالمقارنة والضغط لدى الآخرين. هذا قد يؤدي إلى الإحساس بالنقص ويزداد معه القلق وهوس الوصول إلى ما ليس حقيقياً، خصوصاً بين الشباب الذين يتأثرون سريعًا بالمظاهر الخارجية. ناهيك عن الكذب الذي يدخل الأحاديث لبناء عالم مثالي وتقديمه للآخرين. مع العلم أن الطرف المقابل يعلم بعدم حقيقة الحديث. الحقيقة أننا نسينا أن هذه البرامج يجب استخدامها بشكل متوازن لجعلها وسيلة إيجابية لتقوية العلاقات لا إضعافها. ويجب أن نُدرك أنها ليست بديلًا حقيقيا، وإنما هي رافد لتحقيق علاقة اجتماعية واعية مليئة بالصدق والاهتمام الحقيقي المباشر.

*”تأثير برامج التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية”* *بقلم/ أحمد الستراوي* أصبحت برامج التواصل، جزءًا من يومياتنا. فقد غيرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع الآخرين. وفي الوقت نفسه أثّرت بشكل ملحوظ على طبيعة العلاقات، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. من جهة إيجابية - ولو بشكل افتراضي - وفّرت وسهّلت وقرّبت المسافات ووسعت دائرة المعارف والتعارف، وفتحت منافذ جديدة لمشاركة الآخرين الاهتمامات والأفكار. (وهذا ليس دائما) وفي المقابل هناك ضريبة يجب دفعها (ضريبة قاصمة للظهر) ظهرت آثارها السلبية، ولا يمكن تجاهلها. فالكثير منا أصبحت علاقاته سطحية - لا تمتلك غير مسمّاها ولولاه لانعدمت – فالعلاقات أصبحت شاشة صغيرة نبحث فيها عن الإعجابات والتعليقات بدلًا من تحقيق التواصل الحقيقي. بل البعض أصبح يقيس قيمته بعدد التفاعلات على منشوراته، وليس بمدى الصدق والدعم المتبادل ودفء الحديث وجهاً لوجه. كما أدى الإفراط في استخدام هذه البرامج إلى العزلة وما أدراك ما العزلة وما ينتج عنها من أمراض نفسية ابتلى بها بعض المراهقين، فالشباب يقضون ساعات طويلة على هذه البرامج دون تواصل حقيقي في حياتهم. بل تعدى ذلك إلى اللقاءات العائلية أو بين الأصدقاء، فترى كل شخص مشغول بهاتفه عن أحاديث العائلة أو الأصدقاء، بل أكثر من ذلك، فبعضهم لا يرفع رأسه عن هاتفه لينظر في الوجوه التي حوله. وهذا يعد هدما كاملا للروابط الحقيقية وجعل التواصل الملموس والمشحون بالمشاعر والأحاسيس معدوم ولا يحمل الدفء المنشود في جو العائلة أو الأصدقاء. ومن التأثيرات السلبية كذلك، خلق “صورة مزيفة” للشخصية. فالكثير ينشر لحظاته المثالية فقط، مما يخلق شعوراً بالمقارنة والضغط لدى الآخرين. هذا قد يؤدي إلى الإحساس بالنقص ويزداد معه القلق وهوس الوصول إلى ما ليس حقيقياً، خصوصاً بين الشباب الذين يتأثرون سريعًا بالمظاهر الخارجية. ناهيك عن الكذب الذي يدخل الأحاديث لبناء عالم مثالي وتقديمه للآخرين. مع العلم أن الطرف المقابل يعلم بعدم حقيقة الحديث. الحقيقة أننا نسينا أن هذه البرامج يجب استخدامها بشكل متوازن لجعلها وسيلة إيجابية لتقوية العلاقات لا إضعافها. ويجب أن نُدرك أنها ليست بديلًا حقيقيا، وإنما هي رافد لتحقيق علاقة اجتماعية واعية مليئة بالصدق والاهتمام الحقيقي المباشر.